العطاء في الكنيسة مش بس للاطفال


العطاء في الكنيسة مش بس للاطفال

اعمال 4 : 32 / 5: 11


header_image

ما هو العطاء في المسيحية؟

لقد أوصى السيد المسيح في تعاليمه بعدم محبة المال. وأوضح أنه من العسير أن يخدم الإنسان الله والمال. وكذلك أوصى بالعطاء بلا حدود في قوله: "من سألك فاعطه، ومن أراد أن يقترض منك فلا ترده" (مت5: 42). وكذلك في قوله: "من سخرك ميلًا واحدًا فاذهب معه اثنين" (مت 5: 41).

ايه للعشور؟

هَاتُوا جَمِيعَ الْعُشُورِ إِلَى الْخَزِينَةِ، … وَجَرِّبُونِي بِهذَا، قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ، إِنْ كُنْتُ لاَ أَفْتَحُ لَكُمْ نَوافِذَ السَّمَاءِ، وَأَفِيضُ عَلَيْكُمْ بَرَكَةً حَتَّى لَا تُوسَعَ“ (ملاخي ٣‏:١٠). بركات عظيمة موعودةٌ لأولئك الذين يطيعون الوصية لدفع العشور.

كيف نقدم العطاء؟


حينما جلس السيد المسيح أمام خزانة العطاء في الهيكل كان ينظر كَيْفَ يلقى الجمع نحاسًا في الخزانة (مر 41:12). ولم ينظر "كم" كانوا يلقون في الخزانة

فالله لا يهمه مقدار ما نقدمه أو نوعه لكن يهمه أكثر ما يهمه مشاعرنا ونحن نقدم تقدماتنا ونعطى عطايانا لقد قدم كل من هابيل وقايين قربانًا لله وإلى هابيل وقربانه نظر ولكن إلى قايين وقربانه لم ينظر (تك 5،4:4)

وهكذا يظهر بوضوح أنَّ الله ينظر إلى المعطى قبلما ينظر إلى العطية ذاتها. والآن نعاود السؤال كيف نقدم عطاءنا؟ 

كنا جميع المؤمنين في الكنيسة الاولى بأورشليم كتحدين بقلب واحد ونفسا واحدة. ولم يكن احد منهم يقول ان املاكه هي له وحده بل كان كل شيئ مشتركا فيما بينهم. وكان الرسل يقدمون شهادة عظيمة لقيامة الرب يسوع وكانت النعمة تحل فوق الجميع.
لم يكن فيهم محتاج وكل من كان يملك حقولا او بيوتا كانوا يبيعونها ويأتون بثمنها عند الرسل ويقدمونها كعطية و الرسل بدورهم كانوا يوزعونها حسب احتياج كل واحد منهم.
ويوسف الذي دعاه الرسل برنابا (اي ابن التشجيع ) وهو من سبط لاوي مولود في جزيرة قبرص، باع حقلا كان يملكه وجلب ثمنه وقدمه كعطية للرسل. وكان الجميع في الكنيسة يننالون نفس الرعاية ويعاملون بالمساواة.
لكن رجلا اسمه حنانيا وزوجته سفيرة باعا جزءا من ارضهما و احتفضا سرا بجزء من ثمنه، وجلبا الباقي عند الرسل كعطية. فقال بطرس لحنانيا،" يا حنانيا، كيف جعلك الشيطان تكذب على الروح القدس وتحتفظ سرا بجزء من ثمن الارض ؟ قبل ان تبيعه الم يكن ملكا لك وتفعل به ما تشاء، لماذا خططت بقلبك لتفعل هذا ؟ انت لم تكذب علينا بل على الله." فلما سمع حنانيا هذا الكلام سقط ميتا. فأستلوت رهبة على جميع الذين سمعوا هذا الكلام. وقام بعض الشبان وكفنوا حنانيا وحملوه خارجا ودفنوه.
وبعد حوالي ثلاث ساعات، جاءت زوجته لا تدري بما حدث، فقال لها بطرس، " قولي لي ابهذا المبلغ بعتما الحقل ؟ " فأجابت،" نعم بهذا المبلغ " فقال لها بطرس،" لماذا اتفقت مع زوجك على امتحان روح الله القدوس ؟ الرجال الذين دفنوا زوجك واقفين على الباب وسيحملونك و يدفنونك ايضا." وبمجرد ما انتهى بطرس من الكلام معها حتى سقطت هي ايضا ميته. فدخل الشبان ووجدوها ميتة فحملوها خارجا ودفنوها بجانب زوجها. فأستولت الرهبة على جميع الحاضرين وصار عندهم احترام شديد لله. وعلموا انهم لايجب ان يمتحنوا الله.

الملخص

تظهر لنا هذه القصة، كم هو مهم ان نكون مؤمنين وامناء امام الله عندما نقدم عطايانا. السر هنا هو الطاعة. فالله قد اعد خطة لكنيسته لتكون مضحية من خلال اظهار المحبة وتقديم العطاء واحدا للاخر من اجل ان يصل انجيل المسيح للجميع. قال يسوع،" اعطوا تعطوا " .



إرسال تعليق

أحدث أقدم